عدت
من دبي لأجد في انتظاري دعوة من حكومة الشارقة متمثلة في دائرة الثقافة
والإعلام، لحضور فعاليات الدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب،
التي يرعاها ويفتتحها، الأربعاء 16 نوفمبر/
تشرين الثاني الجاري، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
وأتصور أن انضمامي إلى عضوية
اللجان الاستشارية للمركز القومي للترجمة في مصر هو السبب وراء دعوتي إلى
هذه الدورة التي يُدشَن فيها "صندوق الترجمة" وقوامه 300 ألف دولار أميركي
(أي مايعادل أكثر من مليون درهم إماراتي) سنوياً، لدعم المترجمين والتواصل
الشبكي في هذا المجال، وتقديم المنح، وتنظيم البرامج التعليمية، وتنشيط
الترجمة من مختلف لغات العالم إلى لغتنا العربية لإطلاع القارئ العربى على
المنجز الإبداعي، والثقافي، والفكري، والعلمي في الغرب، وفي الشرق الأقصى
أيضاً، وذلك توطئة لتأسيس المركز الدولي للترجمة.
وأتوقع أن تكون الأنشطة الثقافية
المصاحبة لهذه الدورة فرصة لمناقشة حصاد التجربة المصرية في هذا المجال منذ
أسس رفاعة الطهطاوي "مدرسة الألسن" وحتى أصبحت صورته تعلو ميدالية أكبر
جائزة نُكرِم بها المتميزين من المترجمين.
وربما أعيد في هذه المناسبة طرح
دعوتي للإتجاه شرقاً، ومد الجسور مع كوريا، والصين، واليابان وغيرها من دول
شرق آسيا التي نشترك معها في الكثير، والتنويه بتجربتي في الإشتراك في
تأسيس أول مركز كوري للثقافة العربية والإسلامية في مدينة إينتشون،
والتمهيد لإبرام أول اتفاقية للترجمة بين مصر وكوريا الجنوبية، وقع عليها،
عن الجانب المصري، الدكتور جابر عصفور وقت أن كان يشغل منصب مدير المركز
القومي للترجمة، في حضور رضا الطايفى، سفير مصر في سيول آنذاك، وأذكر أن
الدكتور عماد أبوغازي، وزير الثقافة الحالي كان عضواً في اللجنة العلمية
التي بحثنا فيها تفاصيل عقد أول ملتق للترجمة بين مصر وكوريا الجنوبية في
رحاب مركزنا القومي، بمناسبة إصدار باكورة الترجمات العربية للإبداع الكوري
الروائي، والقصصي، والشعري أيضاً، وهى ترجمات تكمن قيمتها في أنها نقلت
الإبداع الكوري إلى الحرف العربي، وأتصور أن تتلافى الترجمات القادمة
الكثير من سلبيات التجربة الأولى، ولاسيما بعد أن بدأ قسم اللغة الكورية
بكلية الألسن تخريج طاقات أنثوية بارعة في هذه اللغة، تمتلك مقومات تعريب
الإبداع الكوري بالتعاون مع المستعربين الكوريين المجتهدين.
وفي تقديري أن "مركز الشارقة الدولي للترجمة" سيتعاون مع مركزنا لتحقيق هدفهما المشترك عبر تنسيق الجهود حتى لا تهدر الطاقات.
ولأنه أول معارض الكتب العربية
الضخمة التي تستأنف دوراتها بعد توقف معارض: القاهرة وتونس وطرابلس وصنعاء
وغيرها، بسبب أحداث الربيع العربي التي كبدت الناشرين خسائر فادحة، وحالت
دون القارئ واقتناء الجديد من العناوين، فأتوقع أن يشهد معرض الشارقة عودة
الحيوية إلى ساحة الناشرين الذين أخلصوا لمهنتهم النبيلة.
وقد تابعت، من هنا فى القاهرة، ما
دار في المؤتمر الصحفي الذي شهده المقر الجديد لدائرة الثقافة والإعلام
بالشارقة، وحضرته مجموعة من الشخصيات رفيعة المستوى: الشيخ سلطان بن أحمد
القاسمى، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، وعبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة
والإعلام، وأحمد بن ركاض العامرى، مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب،
بالإضافة إلى ممثل عن سفيري المملكة العربية السعودية، والهند لدى دولة
الإمارات العربية المتحدة، على اعتبار أن السعودية والهند هما ضيفا الشرف
في المعرض، بالإضافة إلى عبدالعزيز تريم، مدير مؤسسة الإمارات للاتصالات.
كما حضر المؤتمر مروان السركال، المدير التنفيذي لمؤسسة الشارقة للتطوير والاستثمار، والدكتور خالد المدفع، مدير تلفزيون الشارقة.
وقد ذكر المسئولون عن المعرض أن
المشاركات فى هذه الدورة ارتفعت إلى 894 ناشر، كما بلغت العناوين 260 ألف
عنوان، أما الفعاليات فتتجاوز الثلاثمائة.
ولمساعدة الناشرين على بحث قضايا مهنتهم، وتيادل الحقوق سيتم إضافة يومي 14 و15 نوفمبر/تشرين الثاني إلى أيام المعرض العشرة.
واحتفالاً بالذكرى الثلاثين لانطلاقته يرتفع عدد ندوات المعرض، ويقصده ناشرون من 35 دولة.
ويشتمل المعرض على نادٍ للقراءة على الهواء، وذلك عطفاً على تجربة برنامج "في حضرة الكتاب".
والطريف أن هذا المعرض، الذي يشكل
الكتاب محوره، سيحتفي بفن الطهي، ويقدم عرضاً لأشهر الأكلات، وأهم المطابخ
في الشرق والغرب، فضلاً عن عرض أهم العناوين التي صدرت في العالم من كتب
الطهي، هذا بالإضافة إلى العديد من المقاهى الثقافية والافتراضية.) ميدل
ايست انلاين)
No comments:
Post a Comment